[الْآثَارِ الَّتِي فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ]
(ذِكْرُ الْآثَارِ الَّتِي فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ) ١٧٥١ - (١) - حَدِيثُ: إنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: حَبْلُك عَلَى غَارِبِك، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرَدْت الْفِرَاقَ، قَالَ: هُوَ مَا أَرَدْت. مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَالشَّافِعِيُّ عَنْهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ كُتِبَ إلَى عُمَرَ مِنْ الْعِرَاقِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: حَبْلُك عَلَى غَارِبِك، فَكَتَبَ عُمَرُ إلَى عَامِلِهِ: أَنْ مُرْهُ فَلْيُوَافِنِي فِي الْمَوْسِمِ. فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ: " أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَقَالَ: " أَرَدْت الْفِرَاقَ، فَقَالَ: هُوَ مَا أَرَدْت ". وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ غَسَّانَ بْنِ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: " وَافٍ مَعَنَا الْمَوْسِمَ، فَأَتَاهُ الرَّجُلُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: أَتَرَى ذَلِكَ الْأَصْلَعَ الَّذِي يَطُوفُ، اذْهَبْ إلَيْهِ فَسَلْهُ، ثُمَّ ارْجِعْ، فَذَهَبْت إلَيْهِ، فَإِذْ هُوَ عَلِيٌّ ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ: " اسْتَقْبِلْ الْبَيْتَ وَاحْلِفْ مَا أَرَدْت طَلَاقًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا أَحْلِفُ بِاَللَّهِ مَا أَرَدْت إلَّا الطَّلَاقَ، فَقَالَ: " بَانَتْ مِنْك ".
وَفِي الْبَابِ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ بِنْتِ الْجَوْنِ حَيْثُ قَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الْحَقِي بِأَهْلِك» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: زَادَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَفِيهِ: «الْحَقِي بِأَهْلِك، جَعَلَهَا تَطْلِيقَةً» . قَالَ، وَهَذَا مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ، حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي تَخَلُّفِهِ عَنْ تَبُوكَ، فَقِيلَ لَهُ: «اعْتَزِلْ امْرَأَتَك، قَالَ: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: بَلْ اعْتَزِلْهَا، فَقَالَ لَهَا: الْحَقِي بِأَهْلِك فَكُونِي عِنْدَهُمْ. فَلَمْ يُرِدْ الطَّلَاقَ، فَلَمْ تَطْلُقْ» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute