[كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ]
() حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ. قُلْت لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إنَّمَا قَالَ اللَّهُ: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: ١٠١] وَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ، فَقَالَ: " عَجِبْت مِمَّا عَجِبْت مِنْهُ " - الْحَدِيثُ - مُسْلِمٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْوُضُوءِ.
٦٠٤ - (١) - حَدِيثُ عَائِشَةَ: «سَافَرْت مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا رَجَعْت، قَالَ: مَا صَنَعْت فِي سَفَرِك؟ . قَالَتْ: أَتْمَمْت الَّذِي قَصَرْت، وَصُمْت الَّذِي أَفْطَرْت، قَالَ: أَحْسَنْت» . النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْعَلَاءِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، «عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا اعْتَمَرَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْمَدِينَةِ إلَى مَكَّةَ حَتَّى إذَا قَدِمَتْ مَكَّةَ؛ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَتْمَمْت وَقَصَرْت، وَأَفْطَرْت وَصُمْت، فَقَالَ: أَحْسَنْت يَا عَائِشَةَ. وَمَا عَابَ عَلَيَّ» . وَفِي رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ» ، وَاسْتُنْكِرَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَعْتَمِرْ فِي رَمَضَانَ، وَفِيهِ اخْتِلَافٌ فِي اتِّصَالِهِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَدْرَكَ عَائِشَةَ وَدَخَلَ عَلَيْهَا وَهُوَ مُرَاهِقٌ.
قُلْت: وَهُوَ كَمَا قَالَ: فَفِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ مَا يَشْهَدُ لِذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أُدْخِلَ عَلَيْهَا وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا. قُلْت: وَفِي ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَالطَّحَاوِيِّ ثُبُوتُ سَمَاعِهِ مِنْهَا. وَفِي رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: مَنْ قَالَ فِيهِ: عَنْ أَبِيهِ. فَقَدْ أَخْطَأَ، وَاخْتَلَفَ قَوْلُ الدَّارَقُطْنِيِّ فِيهِ، فَقَالَ فِي السُّنَنِ: إسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَقَالَ فِي الْعِلَلِ: الْمُرْسَلُ أَشْبَهُ، وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْصُرُ فِي السَّفَرِ وَتُتِمُّ، وَيُفْطِرُ، وَتَصُومُ» . وَصَحَّحَ إسْنَادَهُ، وَلَفْظَةُ " تُتِمُّ وَتَصُومُ " بِالْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقَ، وَقَدْ اسْتَنْكَرَهُ أَحْمَدُ وَصِحَّتُهُ بَعِيدَةٌ، فَإِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُتِمُّ، وَذَكَرَ عُرْوَةُ أَنَّهَا تَأَوَّلَتْ كَمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute