مِنْهُمْ ذِكْرُ التُّرَابِ، وَفِي الثَّقَفِيَّاتِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، نَحْوُ الْأَرْبَعِ الْمَذْكُورَةِ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَأَصْلُهُ عِنْدَ الْبَيْهَقِيّ.
٢٠٤ - (٨) - قَوْلُهُ: «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَيَمَّمَ بِتُرَابِ الْمَدِينَةِ وَأَرْضِهَا سَبْخَةٌ» هُوَ مُسْتَفَادٌ مِنْ حَدِيثَيْنِ، أَمَّا كَوْنُهُ تَيَمَّمَ، فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مَوْصُولًا، وَعَلَّقَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ: «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَيَمَّمَ عَلَى الْجِدَارِ.» وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ، وَأَمَّا كَوْنُ تُرْبَةِ الْمَدِينَةِ سَبْخَةً، فَاسْتَدَلَّ عَلَيْهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ فِي شَأْنِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْمُسْلِمِينَ: «قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ اللَّابَتَيْنِ» .
٢٠٥ - (٩) - حَدِيثُ: «لَيْسَ لِلْمَرْءِ مِنْ عَمَلِهِ إلَّا مَا نَوَاهُ» هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا اللَّفْظِ لَمْ أَجِدْهُ، وَلِلْبَيْهَقِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: «أَنَّهُ لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ، وَلَا أَجْرَ لِمَنْ لَا حِسْبَةَ لَهُ» ذَكَرَهُ فِي بَابِ السِّوَاكِ بِالْإِصْبَعِ، وَفِي سَنَدِهِ جَهَالَةٌ، وَرَوَيْنَا فِي السُّنَّةِ لِأَبِي الْقَاسِمِ اللَّالَكَائِيِّ، مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ الْبَصْرِيِّ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ يَقُولُ: لَا يَصْلُحُ قَوْلٌ إلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا يَصْلُحُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ إلَّا بَنِيَّةٍ، وَلَا يَصْلُحُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إلَّا بِمُتَابَعَةِ السُّنَّةِ، وَمِنْ طَرِيقِ وِقَاءَ بْنِ إيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُهُ، وَهَذَانِ الْأَثَرَانِ مَوْقُوفَانِ، وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ فِي الْأَوَّلِ مِنْ أَمَالِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ وَهُوَ ابْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ، وَأَبَانُ مَتْرُوكٌ، قُلْت: وَهُوَ فِي أَمَالِي ابْنِ عَسَاكِرَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ: «لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ» وَقَالَ: غَرِيبٌ جِدًّا. كَذَا قَالَ، وَهُوَ شَاذٌّ؛ لِأَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute