للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقِيلَ الْعَكْسُ.

وَقَدْ ذَهَبَ العلاَّمة ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى أَنَّ (الرَّحْمَنِ) دالٌّ عَلَى الصِّفَةِ الْقَائِمَةِ بِالذَّاتِ، وَ (الرَّحِيمِ) دالٌّ عَلَى تعلُّقها بِالْمَرْحُومِ، وَلِهَذَا لَمْ يَجِئْ الِاسْمُ الرَّحْمَنُ متعدِّيًا فِي الْقُرْآنِ؛ قَالَ تَعَالَى:

{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (١) .

وَلَمْ يَقُلْ: رَحْمَانًا.

وَهَذَا أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا.

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ:

((هُمَا اسْمَانِ رَقِيقَانِ؛ أَحَدُهُمَا أرقُّ مِنَ الْآخَرِ)) (٢) .


(١) الأحزاب: (٤٣) : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} .
(٢) (موضوع) . رواه البيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص٧١) ، وهو مسلسَلٌ بالكذابين، فقد رواه محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به.
قال السيوطي في ((الإتقان)) (٢/٢٤٢) :
((وأوهى طرقه ـ يعني: تفسير ابن عباس ـ طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، فإذا انضمّ إلى ذلك رواية محمد بن مروان السُّدِّي الصغير؛ فهي سلسلة الكذب)) .
وانظر: ((تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة)) (١/٢٦) .
وروى البيهقي في ((الجامع لشعب الإيمان)) (٥/٢٩٩) عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا:
((فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم؛ قال الله عز وجل: عبدي دعاني باسمين رقيقين؛ أحدهما أرقّ من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن، وكلاهما رقيقان)) .
قال البيهقي:
((وقوله: (رقيقان) ؛ قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل، وإنما هما: (رفيقان) ، والرفيق من أسماء الله تعالى)) .
قال محققه عبد العلي حامد: ((إسناده ضعيف، وفيه جهالة، ومقاتل بن سليمان متهم، والضحاك لم يسمع من ابن عباس)) .

<<  <   >  >>