هذا حسب الحافظة قوةً وضعفاً، إن كانت لديه الحافظة القوية التي تسعفه لحفظ المتون والأسانيد فالأصول لا يعدل بها شيء، لكن إذا كانت الحافظة لا تسعف، ويريد أن يحفظ ما صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من الأحاديث وسلك هذه الطريقة بدءً بحفظ المتفق عليه (اللؤلؤ والمرجان) مثلاً، ثم يحفظ مفردات البخاري ثم مفردات مسلم، وإذا اعتنى بمختصر الزبيدي للبخاري وأضاف إليه مفردات مسلم، وإن قال: أن مسلم أكثر عناية بالألفاظ وقدم مختصره على مختصر البخاري وحفظ زوائد البخاري، فهو على خير على كل حال. لكن ينبغي أن نعرف كيف نبدأ؟ ما نبدأ بالكتب الطويلة قبل المختصرات، لا نصعد إلى السطح من غير سلم، نبدأ بالمتون الصغيرة المعتمدة على أهل العلم، ولا بد قبل ذلك أن تحفظ الأربعين مثلاً، أحاديث قواعد كلية، إذا حفظتها، وقرأت عليها بعض الشروح، حفظت العمدة والبلوغ، لك أن تحفظ ما شئت من الكتب، أما أن تحفظ بأسانيد أو متون مجردة عن الأسانيد فهذا خاضع لقوة الحافظة وضعفها، علماً بأن طالب العلم لا بد أن يحفظ السلاسل المشهورة التي يروى بها أكبر قدر من الأحاديث، وهذا يعينه على الحفظ، والله المستعان.