على النص اليوناني في الأغلب.. وقد ذهب بعض النقاد إلى أنّ متّى يعتمد على ترجمته الخاصة المختلفة الألفاظ على ما هو معروف في التراجم التقليدية في زمانه!
كما قام أصحاب أسفار العهد الجديد بتحريف الكثير من نصوص العهد القديم لتوافق أغراضهم، حتى قال الأب الكاثوليكي الدكتور ريموند براون Brown Raymond في كتابه" ميلاد المسيّا =The Birth of the Messiah =هامش ص ١٨٦، في حديثه عن اقتباس متّى ٢: ٦ لسفر ميخا ٥: ١: " من بين ال ٢٢ كلمة من الترجمة اليونانية السبعينية لميخا، ٨ فقط وجدت في النص اليوناني لمتّى. "!! .. كما قال في ص ١٥١ عن اقتباس متّى ١: ٢٣ لأشعياء ٧: ١٤، والخلاف بين النصّ الأصلي والصورة المقتبسة:".. ربما التفسير الأكثر قبولا هو أنّ متّى قد حرّف عن عمد النص السبعيني ليوافق روايته الخاصة. ".. أيّ أنّ مؤلف إنجيل متّى قد حرّف، بل بالغ في تحريف العهد القديم!!!؟
والنصراني أمام هذه" الفاجعة" التي ليس لها من دون الله كاشفة، أمام حلّين، أحلاهما علقم في حلق الكنيسة، إما أن يقرّر أنّ أصحاب أسفار العهد الجديد قد حرّفوا نصوصا من العهد القديم، أو أن يقرّر أنّ العهد القديم الذي بين أيدينا وكذلك النسخ المعروفة في القرن الأول الميلادي هي المحرّفة..!!!
ولا مخرج غير الإقرار أنّ تحريف الكتاب المقدّس أمر لا ينازع فيه عاقل مبصر!
شهادة المخطوطات القديمة: جاء عن كبار الباحثين، نصارى وغير نصارى، القول باستحالة الوصول إلى النصّ الأوّل لفقدان النصوص الأصلية ولاختلاف المخطوطات ولكثرة التحريف. وفي هذا الشأن يقول المدخل إلى العهد الجديد في ترجمة الكاثوليك: " المثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحصّ هذه الوثائق المختلفة لكي يقيم نصا يكون أقرب ما يكون إلى الأصل الأول.