لماذا على غير المسلم أن يبحث في موضوع البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلّم؟
إذا كان المسلم يحمل تلك الحوافز التي تستحثّه على تقليب الصفحات ونفض الغبار عن الآثار واستخراج الدرّ من ركام الحقائق المطمورة في قاع سحيق من المعارف المستكنّة في بطون الأسفار القديمة.. فإنّ الكتابيّ هو أيضا معني بدراسة هذا الموضوع لأسباب عديدة ودواع خطيرة، من أهمها أنه لم يأت نص في التوراة أو الأناجيل يقرّر ختم النبوّة في عهد المسيح أو قبله. فالباب مفتوح لا يغلق إلا بعد عبور النبي الخاتم..
وما لم يأت هذا النبي، فإنّ البحث عنه وعن أوصافه وشخصه واجب على كلّ نصراني ويهودي.. لم يقبر عقله ولم يئد فكره ولم يرض لأنفاس الصدر أن تتبخّر تحت حرّ الغفلة.
وقد كان قوم المسيح عليه السلام يوم بعثته ينتظرون ظهور" نبي آخر الزمان"..
فقد جاء في إنجيل يوحنا ٧: ٤٠- ٤١:" ... ولما سمع الحاضرون هذا الكلام قال بعضهم: " هذا هو النبي حقا". وقال آخرون: " هذا هو المسيح".
وإنجيل يوحنا ١٩: ١- ٢١: " وهذه شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاويين يسألونه: " من أنت؟ " فاعترف ولم ينكر، بل أكّد قائلا:" لست أنا المسيح".
فسألوه:" ماذا إذن؟ هل أنت إيليّا؟ " قال: " لست إيّاه! "، " أو أنت النبي؟ " فأجاب" لا! ".
لقد كان النصارى ينتظرون كلا من" المسيح".. و" النبي"- بالألف واللام- أي نبي خاص، هو الأعظم بين الأنبياء والأكثر تألقا والأكثر تألقا وإشراقا.. و" المسيح" هو غير" ال.. نبي".. ولقد بعث المسيح في القرن الأول ميلادي، وما بعث حتى ذاك الزمان