للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل كتبت هذه الرسائل في القرون الوسطى" زمان شيوع الفلسفة الأرسطية"، أم في القرنين الأولين من ميلاد المسيح حيث لم يعرف الناس أرسطو ولا إخوانه!

بل ألم تقرؤوا نسبة كثير من النقاد الغربيين إنجيل يوحنا إلى مدرسة فلسفية صرفة.. فقد قالت الموسوعة البريطانية في القرن التاسع عشر: " أما إنجيل يوحنا، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما، وهما القديسان متى ويوحنا.... وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى، لخبطهم على غير هدى".

وجاء في الموسوعة الأمريكية ص ١٥٩: " أن العقيدة المسيحية لم تستطع تخلل العالم الروماني الإغريقي دون الارتكاز على قوة ما ورثته عن اليهودية، أو التأثّر بالثقافة الجديدة المحيطة بها.

إنّ التأثير الإغريقي (في المسيحية) له شواهده، ذلك أنّ الفقرات الأولى من صدر إنجيل يوحنا إنما هي تسير بوضوح على أسلوب شعر رواقي (فلسفي) في:

الكلمة.

وفي الواقع فإنّ: الكلمة، باعتبارها كلمة الله: قد يكون لها في فكر المؤلف ذلك التنوع المذكور في أسفار العهد القديم عن، كلمة الله".

بل اترك ما سبق واقرأ قول كالتوف: " إنّ صورة المسيح بكامل معالمها أعدت قبل أن يكتب سطر واحد من الأناجيل وإنّ هذه الصورة هي من إنتاج الفلسفة العقلية الميتافيزيقية التي كانت ذات سيطرة وكانت آراؤها شائعة وتكاد تكون عامة وعالمية. "

<<  <   >  >>