نختم رحلتنا، إن شاء الله، في عالم البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم، في أسفار الهندوس والصابئة والبوذيين والمجوس ...
ونحن نعلم سلفا أنّ هناك من سيسأل هنا عن بحثنا عن نبوءات بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلّم في أسفار غير اليهود والنصارى ممن لم يصرّح القرآن بأنهم أتباع لنبي أو رسول يوحى إليه من الله سبحانه. والإجابة هي أنّ القرآن لم يصرّح بأسماء جميع الأنبياء، فعدم ذكر اسم رجل معيّن في القرآن أو السنة في قائمة الأنبياء أو الرسل لا ينفي كونه نبي أو رسول.
فقد جاء في سورة فاطر ٢٤ قول الحق سبحانه:" وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ".
وجاء في تفسيرها عند الإمام ابن كثير:".. وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ"، أي وما من أمة خلت من بني آدم إلا وقد بعث الله تعالى إليهم النذر وأزاح عنهم العلل والآيات في هذه كثيرة".
وجاء في تفسير الإمام القرطبي: ".. وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ" أي سلف فيها نبي. قال ابن جريج إلا العرب. "
وقد رجّح طائفة من أهل العلم والتحقيق كون الهندوس والصابئة والبوذيين والمجوس هم من أهل الكتاب، خاصة علماؤنا في شبه القارة الهندية الذين لهم باع وعمق نظر في دراسة الأديان الشرقية.
وقد فصّل السيد أخلاق حسين الدهلوي في مقاله" أضواء على كتب الفيدا وما يتعلق بها"- نشره في مجلة" ثقافة الهند" للمجلس الهندي للعلاقات الثقافية، آزاد بوان نيودلهي المجلد ٤٠، العدد ٣- ٤- استدلالات العلماء المسلمين في شبه القارة الهندية في هذا الشأن بما يثبت أنّ الهندوس أهل كتاب، من ذلك التشابه اللفظي الكبير بين أسماء الشخصيات المقدسة في ديانة الهندوس وأسماء جاء ذكرها في القرآن