قال الدكتور ماردريس المستشرق الفرنسي عند ما كلّفته وزارتا الخارجية والمعارف الفرنسية بترجمة ٦٢ سورة من السور الطوال التي لا تكرار فيها، ففعل وقال في مقدمة ترجمته الصادرة سنة ١٩٦٢:" أما أسلوب القرآن فهو أسلوب الخالق جلّ وعلا. فإنّ الأسلوب الذي ينطوي على كنه الكائن الذي صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلا إلهيا. والحق الواقع أنّ أكثر الكتّاب شكا وارتيابا قد خضعوا لسلطان تأثيره.
( ... ) ذلك أنّ هذا الأسلوب الذي طرق في أول عهده آذان البدو كان نثرا جد طريف، يفيض جزالة في اتساق نسق، متجانسا مسجعا، لفعله أثر عميق في نفس كلّ سامع يفقه العربية. لذلك كان من الجهد الضائع غير المثمر أن يحاول الإنسان أداء تأثير هذا النثر البديع" الذي لم يسمع بمثله" بلغة أخرى. وخاصة الفرنسية القاسية الضيقة" التي لا تتسع للتعبير عن الشعور".. وزد على ذلك أنّ اللغة الفرنسية ومثلها جميع اللغات العصرية ليست لغة دينية. وما استعملت قط للتعبير عن الإلوهية. "
وخذ شهادة من أفضل من كتب بلغة الضاد من النصارى العرب لتكون شوكة في حلوق أهل العجمة من مكابري الكنيسة.. فقد قال أمير البيان مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وطيّب ثراه في كتابه" وحي القلم": " وصرّح لنا بذلك (بإعجاز القرآن) أديب هذه الملّة وبليغها الشيخ إبراهيم اليازجي الشهير. وهو أبلغ كاتب أخرجته المسيحية. وقد أشار إلى رأيه ذاك في مقدّمة كتابه" نجعة الرائد"، وكذلك سألنا شاعر التاريخ المسيحي الأستاذ خليل مطران، ولا نعرف من شعراء القوم من يجاريه فأقرّ لنا بمثل ما أقرّ به أستاذه اليازجي. "
وقال الأديب الشاعر المعاصر نقولا حنا عن إسلامه: " قرأت القرآن فأذهلني، وتعمّقت به ففتنني، ثم أعدت القراءة فآمنت.. آمنت بالقرآن الإلهي العظيم،