للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

براءتها «١» ، وفيها أيضا نزلت آية التيمم «٢» ، وفيها أيضا قال «ابن أبي» : لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ «٣» وقيل: في تبوك، وفيها هبت على الناس ريح شديدة فاذتهم، وتخوفوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لهم: «لا تخافوا منها فإنما هبت لموت عظيم «٤» من عظماء، أو كفار [المدينة «٥» ] فلما قدموا المدينة، وجدوا بعض عظماء اليهود- وكان كنفا للمنافقين- قد مات ذلك اليوم، وفيها نهى عليه السلام عن العزل «٦» ، ثم رجع عليه السلام إلى المدينة، وقد غاب ثمانية وعشرين يوما، وقدمها


- صحيح البخاري- مع فتح الباري- كتاب (المغازي) - حديث الإفك- ٧/ ٤٣١، ٤٣٥ رقم: ٤١٤١. - (مغازي الواقدي) «ذكر عائشة» - رضي الله عنها- أصحاب الإفك ٢/ ٤٢٦- ٤٤٠. - (الثقات) لابن حبان ١/ ٢٦٤.
(١) حول براءة «أم المؤمنين عائشة» - رضي الله عنها- انظر: الايات القرآنية الوارد في سورة النور، والتي ذكرناها في (أ) تفسير الايات في كتب التفسير كالقرطبي، وابن كثير، وغيرهما. وانظر: تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد علي الصابوني ٢/ ٩٩.
(٢) آية التيمم، هي الاية رقم: ٦ من سورة المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ... إلى قوله- تعالى-: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً.
(٣) المنافقون، الاية: ٨.
(٤) عظيم اليهود الذي مات ... الخ ذكره الواقدي في كتابه (المغازي) ٢/ ٤٢٣ فقال: هو «زيد ابن رفاعة بن التابوت» .
(٥) ما بين القوسين المعكوفين ليس في الأصل، واثبتناه من (مغازي الواقدي) الذي اقتبس منه المؤلف ٢/ ٤٢٣.
(٦) عن «العزل» تقول الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت ٣٠/ ٧٢، ٨١، ٨٢: العزل لغة: التنحية يقال: عزل عن المرأة واعتزلها، لم يرد ولدها. والعزل يكون عن الزوجة والأمة: العزل عن الزوجة والأمة: هو أن يجامع الرجل حليلته؛ فإذا قارب الإنزال نزع، وأنزل خارج الفرج وسبب ذلك: إما العزوف عن علوق المرأة، وتكوين حمل في رحمها، وإما أسباب صحية تعود إلى المرأة، أو الجنين، أو الطفل الرضيع. أولا: العزل عن الأمة المملوكة: ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز عزل السيد عن أمته مطلقا، سواء أذنت بذلك أو لم تأذن؛ لأن الوطء حقه لا غير، وكذا إنجاب الولد، وليس هناك حقا لها.

<<  <   >  >>