(١) عن قصة «الذبيح المشهورة» قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام (١/ ١١٦- ١١٨) تحت عنوان- ذكر نذر عبد المطلب ذبح ولده: «وكان عبد المطلب بن هاشم- فيما يزعمون والله أعلم- قد نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر «زمزم» : لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه؛ لينحرن أحدهم لله عند الكعبة. فلما توافى بنوه عشرة، وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم، ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: ليأخذ كل رجل منكم «قدحا» ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني، ففعلوا، ثم أتوه، فدخل بهم على «هبل» - اسم صنم- في جوف الكعبة، وكان «هبل» على «بئر» في جوف الكعبة، وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة ... » . «عبد المطلب» يحتكم إلى القداح: فقال عبد المطلب لصاحب القداح: اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه، وأخبره بنذره الذي نذر فأعطاه كل رجل منهم «قدحه» الذي فيه اسمه، وكان «عبد الله بن عبد المطلب» أصغر بني أبيه. وكان هو، و «الزبير» و «أبو طالب» ل «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران ... إلخ» . خروج القداح على «عبد الله» : قال ابن إسحاق: وكان «عبد الله» - فيما يزعمون- أحب ولد «عبد المطلب» إليه، فكان «عبد المطلب» يرى أن السهم إذا فقد أشوى. وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما أخذ صاحب القداح ليضرب بها قام «عبد المطلب» عند «هبل» يدعو الله، ثم ضرب صاحب القداح، فخرج القدح على «عبد الله» . «عبد المطلب» يحاول ذبح ابنه ومنع قريش له: فأخذه «عبد المطلب» بيده وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى «إساف» و «نائلة» ليذبحه، فقامت إليه قريش من أنديتها، فقالوا: ماذا تريد يا «عبد المطلب» ؟ قال: أذبحه. فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا، حتى تعذر فيه. لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا؟. وقال له «المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة» وكان «عبد الله» ابن أخت القوم: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه. وقالت له قريش وبنوه: لا تفعل، وانطلق به إلى الحجاز؛ فإن به «عرّافة» لها تابع، فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، فإن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك فيه فرج قبلت ما أشارت به عرّافة الحجاز. فانطلقوا حتى قدموا المدينة، فوجدوها- فيما يزعمون- ب «خيبر» فركبوا حتى جاؤها، فسألوها، وقص عليها «عبد المطلب» خبره، وخبر ابنه، وما أراد به ونذره فيه، فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله. فرجعوا من عندها، فلما خرجوا عنها قام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم غدوا عليها فقالت لهم: قد جاءني الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: «عشرة من الإبل- وكانت كذلك- قالت: فارجعوا إلى بلادكم، ثم قربوا صاحبكم، -