للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر ربيع لا في شهر رمضان «١» الذي أنزل فيه القرآن، ولا في الأشهر الحرم، التي جعل الله لها الحرمة يوم خلق السماوات والأرض، ولا في ليلة النصف «٢» من شعبان،


- (حكم التبرك بمكان ولادة الرسول صلى الله عليه وسلّم) ما يأتي: «سأختم هذا المبحث ببيان حكم هذه المسألة المتعلقة بموضعه: فقد ذكر بعض المتأخرين من المؤرخين أن ب «مكة» موضعا مشهورا، يقال: إنه مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلّم وأنه يزار بعد صلاة المغرب من الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الأول في كل سنة من قبل بعض الفقهاء والأعيان، على طريقة خاصة، فيدخلون فيه ويخطبون، ويدعون لولاة الأمر، ثم يعودون إلى المسجد الحرام قبيل العشاء. وذكر بعضهم أن هذا الموضع يفتح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ليتبرك به الناس- بالصلاة والدعاء والتمسح ونحو ذلك؛ فهو أول تربة مست جسمه الطاهر- عليه الصلاة والسلام- حتى ادعى بعض العلماء أن الدعاء يستجاب في مولد النبي صلى الله عليه وسلّم عند الزوال. فهل التبرك بمكان ولادة الرسول صلى الله عليه وسلّم مشروع أو ممنوع؟! والجواب ... هو عدم الجواز؛ وذلك من وجهين: الوجه الأول: اختلاف العلماء والمؤرخين في تعيين مكان ولادته صلى الله عليه وسلّم وعدم وجود أدلة صحيحة تحدد هذا الموضع يقنيا. وأما المكان المشهور- المشار إليه آنفا- فمحل شك لدى كثير من العلماء ... إلخ. والوجه الثاني: لو صحت معرفة مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلّم لما جاز التبرك به على أي وجه ... إلخ. انظر: «الأدلة التي دلل بها على ذلك- ... » اه: التبرك.
(١) القول بميلاده صلى الله عليه وسلّم في شهر ربيع ذكره «ابن كثير» في كتابه (السيرة النبوية) ١/ ٢٠٠ فقال: «نقله ابن عبد البر: عن الزبير بن بكار، وهو قول غريب جدا، وكان مستنده أنه- عليه الصلاة والسلام- أوحي إليه في رمضان بلا خلاف، وذلك على رأس أربعين سنة من عمره، فيكون مولده في رمضان، وهذا فيه نظر، والله أعلم» اه (السيرة النبوية) لابن كثير. وانظر: المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (١/ ١٣١) .
(٢) حول: «ليلة النصف من شعبان» : انظر: كتاب (التحذير من البدع) - أربع رسائل مفيدة- لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- الرسالة الثالثة (حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان) ص ١١- ١٦. وحول التاريخ الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم (الشهر والعام) توصل/ محمود باشا الفلكي بعد ذكر ما قيل «وبحسابات فلكية» فقال: «ويتلخص من هذا أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلّم: ولد يوم الاثنين ٩ من ربيع الأول الموافق العشرين من إبريل سنة ٥٧١ مسيحية فاحرص على التحقيق، ولا تكن أثيرا للتقليد» اه (نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام) ص ٢٨- ٣٥.

<<  <   >  >>