للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل في أيام تشريق كما ... بدا لمحبّ الطبري جزما «١»

وقال «سهل بن عبد الله التستري» «٢» : «لما أراد الله- تعالى- خلق محمد في بطن أمه ليلة رجب، وكانت ليلة جمعة أمر الله- تعالى- تلك الليلة «رضوان» خازن الجنان بفتح الفردوس، وينادي مناد في السماء والأرض: ألا إن النور المخزون المكنون الذي يكون منه النبي خارج في هذه الليلة، يستقر في بطن أمه الذي يتم فيه خلقه، ويخرج إلى الناس بشيرا ونذيرا» «٣» .

ولما حملت به صلى الله عليه وسلّم ظهر لحمله عجائب، وآيات تنبئ عن عظيم ما له/ عند الله من رفعة القدر، وكان حمله- عليه السلام- خفيفا.

قالت أمه: «ما شعرت بأني حملت به، ولا وجدت ثقلا ولا وحما «٤» ، كما يجد النساء، إلا أني أنكرت رفع حيضتي «٥» .

ولله در القائل:

حملته آمنة وقد شرفت به ... وتباشرت كل الأنام بقربه


(١) قول الإمام: محب الدين الطبري: «وحملت به ... إلخ» ذكره في كتابه (خلاصة السير) المخطوط لوحة ٣/ أ.
(٢) و «سهل بن عبد الله ... » ترجم له الإمام: الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية (١/ ١٠- ١٠٥) فقال: «سهل بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن رفيع التستري» الصالح المشهور الذي لم يسمع بمثله الدهر علما وورعا. ولد سنة ٢٠٠ أو سنة ٢٠١ ب «تستر» - بضم الفوقية الأولى، وفتح الثانية، بينهما مهملة ساكنة آخره راء كما ضبطه النووي، وغيره، وحكى ضم التائين وفتح الأولى، وضم الثانية- مدينة بالأهواز، أو بخوزستان ... إلخ» اه/ شرح الزرقاني على المواهب بتصرف.
(٣) قول: «سهل ... » «لما أراد الله ... » إلى قوله: « ... بشيرا ونذيرا» ذكره الإمام/ حسين بن محمد الديار بكري في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (١/ ١٨٥) فقال: «لما أراد الله خلق محمد ... إلخ» وعزاه إلى الخطيب البغدادي.
(٤) «وحمت» تقول: وحمت الحبلى: توحم وحما: اشتهت شيئا على حبلها. المعجم الوسيط.
(٥) قول «آمنة» أم رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما شعرت ... » إلى قوله: «رفع حيضتي» ذكره الإمام: ابن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة) (١/ ٥٠- ٥١) باب ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلّم بلفظ: «روى يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن عمته قالت: كنا نسمع أن آمنة لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلّم كانت تقول: ما شعرت ... إلخ» اه: صفة الصفوة. وانظر: (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) للديار بكري (١/ ١٨٦) .

<<  <   >  >>