للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حملا خفيفا لم تجد ألما به ... وتباشرت وحش الفلا فرحا به

واستبشرت من فورهن وكيف لا ... وهو الغياث ورحمة من ربه

(ثم بعث عبد المطلب: عبد الله) والد النبي صلى الله عليه وسلّم (يمتار «١» له تمرا من يثرب «٢» ،


(١) قوله: «يمتار» ورد بصيغة المضارع هكذا في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة لكتاب (أوجز السير) لابن فارس- أصل كتابنا- عدا إحدى نسخ (معهد المخطوطات) ، وهي النسخة «أ» ففي الحاشية اللوحة ١/ ب «ليمتار» مع وجود «يمتار» في الأصل. و «الميرة» : «الطعام يمتاره الإنسان، وهم يمتارون لأنفسهم، ويميرون غيرهم ميرا، وقد مار عياله وأهله يميرهم ميرا، وامتار لهم، والميار: جالب الميرة ... » اه: لسان العرب.
(٢) وعن «يثرب» قال إسماعيل حقي، صاحب (تفسير روح البيان) في كتابه (الفروق) ص ١١٤: «يثرب» من أسماء المدينة؛ سميت باسم واحد من العمالقة، نزل بها، وكانت تدعى به قبل الإسلام، غير منصرف للوزن والعلمية- كيزيد ويشكر- وفي (إنسان العيون) : يثرب اسم محل في المدينة؛ سمى بذلك؛ لأنه نزل يثرب، من نسل نوح- عليه السلام- انتهى. أو سميت لما كان فهي من الثرب، وهو الفساد واللوم بسبب عفونة الهواء، وكثرة الحمى؛ فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم كره ذلك فسماها ب «طيّبة» على وزن «بصرة» من الطيب، وقد أفتى الإمام مالك- رحمه الله تعالى- فيمن قال: «تربة المدينة رديّة» بضربه ثلاثين درّة وبحبسه، وقال: ما أحوجه إلى ضرب عنقه؛ تربة دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يزعم أنها غير طيبة، كما في بعض شروح المصابيح، وتسميتها بيثرب في (القرآن) إنما هو حكاية لقول المنافقين، (أي: بعد نهيهم عن ذلك) ، وقوله صلى الله عليه وسلّم: «لا أراها إلا يثرب» ، ونحو ذلك من كل ما وقع في كلامه صلى الله عليه وسلّم من تسميتها بذلك كان قبل النهي عن ذلك؛ وإنما كرهت تسميتها بيثرب؛ لأن يثرب مأخوذ من التثريب، وهو المؤاخذة بالذنب، ومنه قوله- تعالى- لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [سورة يوسف من الاية: ٩٢] أو من الثرب- بالتحريك- وهو الفساد، وفي الحديث: «من قال المدينة بيثرب فليستغفر الله ثلاثا، هي طابة» . أخرجه أحمد، وأبو يعلى كما سيأتي، وإنما سميت «طيبة» لطيف رائحة من مكث بها، وتزايد روائح الطيب بها، ولا يدخلها طاعون، ولا دجال، ولا يكون بها مجذوم؛ لأن ترابها يشفي الجذام، كما في (إنسان العيون) اه: (الفروق) لإسماعيل حقي. نسخة مكتبة المسجد النبوي الشريف رقم: ٤١٠/ ح. ق. ف. وقال الإمام «ياقوت الحموي» في كتابه (معجم البلدان) ٥/ ٤٣٠: «يثرب» بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وباء موحدة- قال أبو القاسم الزجاجي: يثرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم سميت بذلك؛ لأن أول من سكنها ... «يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم ... » من ولد «سام بن نوح» ... » اه/ معجم البلدان لياقوت الحموي (٥/ ٤٣٠) . وانظر: (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) للإمام/ البكري (٢/ ١٤٧٤) . وانظر: (تاريخ المدينة) للإمام/ ابن شبة (١/ ١٦٤- ١٦٥) . وانظر: (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى) - الباب الأول في أسماء هذه المدينة- للإمام/ السمهودي (ت ٩١١ هـ) .

<<  <   >  >>