للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدحه بها فقال:

وأبيض* يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل «١» هاشم ... فهم عنده في نعمة «٢» وفواضل «٣»


(*) قوله: «وأبيض» قال عنه الإمام/ عبد القادر بن عمر البغدادي في كتابه (خزانة الأدب، ولب لباب لسان العرب) (٢/ ٦٧- ٦٨) : «وأبيض: معطوف على «سيد» المنصوب بالمصدر قبله، وهو من عطف الصفات التي موصوفها واحد، وهكذا أعربه «الزركشي» في نكته على البخاري المسمى ب (التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح) » ، وقال: «لا يجوز غير هذا» . وتبعه ابن حجر في (فتح الباري ... ) وكذلك الدماميني في (تعليق المصابيح على الجامع الصحيح) ، وفي حاشيته على (مغني اللبيب) أيضا، والصواب الأول. وزعم ابن هشام في المغني: أن أبيض مجرور ب «ربّ» مقدرة، وأنها للتقليل، والصواب الأول؛ فإن المعنى ليس على التنكير؛ بل الموصوف بهذا الوصف واحد معلوم. و «الأبيض» هنا بمعنى الكريم. قال السمين في عمدة الحفاظ: عبر عن الكريم بالبياض؛ فيقال: له عندي يد بيضاء، أي: معروف، وأورد هذا البيت. والبياض: أشرف الألوان، وهو أصلها؛ إذ هو قابل لجميعها، وقد كنى به عن السرور والبشر. وبالسواد عن الغم؛ ولما كان البياض أفضل قالوا: البياض أفضل، والسواد أهول، والحمرة أجمل، والصفرة أشكل ... اه: خزانة الأدب ... تحقيق: الأستاذ عبد السلام هارون- رحمه الله- طبع مكتبة الخانجي.
(١) اختلف العلماء في آل فقال الحافظ السخاوي في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع) ص ٨١- الفصل الثامن في تحقيق الال: اختلف في الال فقيل: أصله أهل قلبت الهاء همزة، ثم سهلت، ولهذا إذا صغر رد إلى الأصل فقالوا: أهيل. وقيل: بل أصله أول من آل يؤول إذا رجع، سمي بذلك من يؤول إلى الشخص ويضاف إليه، ويقويه أنه لا يضاف إلا إلى معظم. فيقال: لحملة القرآن آل الله، وكذا آل محمد، والمؤمنين والصالحين، وآل القاضي ولا يقال: آل الحجام وآل الخياط بخلاف أهل فإنها تضاف إلى المعظم وغيره، ولا يضاف آل أيضا إلى غير العاقل، ولا إلى الضمير عند الأكثر، وجوزه بعضهم بقلة. وقد ثبت في شعر عبد المطلب في قصة أصحاب الفيل:
وانصر على آل الصليب ... وعابديه اليوم آلك
وقد يطلق «آل فلان على نفسه وعليه، وعلى من يضاف إليه جميعا، وضابطه أنه إذا قيل: فعل آل فلان كذا. دخل هو فيهم إلا بقرينة، ومن شواهده قوله: صلى الله عليه وسلّم: «إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة» ، وإن ذكرا معا فلا، وهو كالفقير والمسكين ... » اه: القول البديع ...
(٢) في السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ١٣، وفي تاريخ الإسلام للذهبي- السيرة النبوية- ص ١٦٣ ورد لفظ «في رحمة» بدل «في نعمة» .
(٣) البيتان من قصيدة ل «أبي طالب» قالها في معاداة خصومه ... يخبرهم وغيرهم في ذلك-

<<  <   >  >>