للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنا. قال: ومن لي بذلك، أنت أيّم قريش، وأنا يتيم قريش. قالت: اخطبني. وذكر ذلك الحديث؛ لما شاهدت رضي الله عنها من تظليل الملائكة له صلى الله عليه وسلّم، وقد أخبرها به «ميسرة «١» » ، ولما رواه ابن إسحاق قال: «كان لنساء قريش عيد يجتمعن فيه في المسجد، فاجتمعن يوما فيه، فجاءهن يهودي فقال: يا معشر نساء قريش، إنه يوشك أن يكون فيكن نبي «٢» فأيكن استطاعت أن تكون له فراشا فلتفعل، فسبّه «٣» النساء، وقبحنه، وأغلظن له، وأغضت «خديجة» ولم تعرض فيما عرضن فيه النساء، ووقر ذلك في نفسها، فلما أخبرها «ميسرة» بما رآه من الايات، وما رأته هي، قالت: إن كان ما قاله اليهودي حقّا ما ذاك إلا هذا «٤» .

فاستقر عندها حاله صلى الله عليه وسلّم وكانت امرأة حازمة شريفة لبيبة ما أراد الله/ بها من الكرامة


(١) حديث «ميسرة» ل «خديجة» من تظليل الملائكة ... إلخ» ذكره ابن إسحاق فقال: «فكان «ميسرة» - فيما يزعمون- إذا كانت الهاجرة واشتد الحريرى ملكين يظلانه من الشمس، وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة ... حدثها «ميسرة» عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه» اه: السيرة النبوية للإمام/ ابن هشام مع الروض الأنف للسهيلي ١/ ٢١٣.
(٢) وانظر أيضا حول الموضوع نفسه المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات الكبرى» للإمام/ محمد بن سعد ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى الشام في المرة الثانية ١/ ١٣٠. ب- «دلائل النبوة» للإمام/ أبي نعيم- ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الشام ثانيا مع «ميسرة-» ١/ ١٧٤. ج- «السيرة النبوية- عيون الأثر-» للإمام/ ابن سيد الناس ١/ ١٢٠.
(٣) في السيرة الحلبية ١/ ٢٧٧ « ... يوشك فيكن نبى قرب وجوده» . في «الطبقات» للإمام/ محمد بن سعد ١/ ١٥. وفي «السيرة الحلبية» ١/ ٢٨٨: «فحصبته النساء «بدل» فسبه النساء» والمراد: رمينه بالحصباء.
(٤) وحديث: «كان لنساء قريش ... إلخ» أخرجه الإمام/ ابن سعد في «الطبقات» - ذكر خديجة رضي الله عنها- ١- ١/ ١٥- ١٦ بلفظ: عن ابن عباس رضي الله عنه أن نساء أهل مكة احتفلن في عيد كان لهن في رجب فلم يتركن شيئا من إكبار ذلك العيد إلا أتينه فبينا هن عكوف عند وثن مثل لهن كرجل في هيئة رجل حتى صار منهن قريبا، ثم نادى بأعلى صوته: يا نساء تيماء إنه سيكون في بلدكن نبى يقال له: «أحمد» يبعث برسالة الله فأيما امرأة استطاعت أن تكون له زوجا فلتفعل، فحصبته النساء وقبحنه وأغلظن له، وأغضت «خديجة» على قوله، ولم تعرض له فيما عرض فيه النساء. اه/ الطبقات. وانظر: الإصابة للإمام/ ابن حجر ١٢/ ٢١٤- ٢١٥.

<<  <   >  >>