تعرفت على شاب منذ حوالي عشرين سنه كان يعمل في مكتبة من مكتبات عمان وهذا الشاب ما ترك كتاباً في المكتبة إلا واطلع عليه وعرف تاريخه وطبعاته وتاريخ مؤلفه .... ، أحاط بالكتب وعشقها عشقاً لا يوصف كنت أجلس معه في المكتبة ساعات طوال لا نمل الحديث عن الكتب.
ولم يحالفه الحظ في الدراسة، لكنه أبدع وكوَّن ثقافة واسعة حول الكتب.
لكن كما قلنا سابقاً:(العلم قرين الفقر والحاجة) قلَّ بيع الكتب وتناقضت أعداد القُرَّاء، قلَّ البيع وأصبح الأجر المتحصل من البيع زهيدا، وما كان منه إلا أن ترك العمل وهجر الكتب وانتقل إلى عمل آخر، وقبل أيام من كتابه هذه الكلمات اتصلت مع صديقي وكان من حديثه:
آه .... أنا أحب الكتب
فلا حول ولا قوة إلا بالله
الحديث ذو شجون، والكلام عن الكفاية المالية للعالم لا تسعه الأوراق ولا تحده طيات الكتب وأجلادها لكن تبقى المأساة قائمة ... وكم من عالم تسمُن أوراقه ولا يتسع