سبحان من خلق الإنسان من علق ... وأعقب الليلة الليلاء بالغسق
يا بهجة الشمس دوني عذت من فلق ... ويا سنا البدر عارض حمرة الشفق
حين تعود لنا من ليلتنا سحرا
سبحان من علم الإنسان بالقلم ... وسلط الهم والبلوى على الهمم
فقاومتها جنود الصبر والكرم ... ثم ابتلى قلب غير العارف الفهم
فما أطلق ولا أوفى ولا صبرا
سبحان من خلق الإنسان من عجل ... فليس يمشي إلى شيء على مهل
ولا يقول سوى هذا وذلك لي ... مقسم الحال بين الحرص والحيل
فليس تلقاه إلاّ ضارعا حذرا
سبحان من زانه بالعلم والأدب ... وبالفضائل والإيمان والطلب
فلا يزال حليف الفكر والتعب ... رام الكمال فلم يبلغ ولم يخب
ولم يرد بعد في ري ولا صدرا
سبحان من شأنه بالكبر والأشر ... يمسي ويصبح في غي وفي بطر
مردد العزم بين الجبن والخور ... لا يستفيق من الشكوى إلى البشر
ولا يزحزح عن ظلم إذا قدرا
سبحان محرقه في وقدة الحسد ... فلا يزال أخا غيظ وفي نكد
كالبحر يرمي إلى العينين بالزبد ... إذا رأى أثر النعمى على أحد
يود لو كان أعمى لا يرى ضجرا