سبحان من أمر الأرواح فأتمرت ... ثم استديمت فلم تنهض بما أمرت
وكل نفس إذا سامحتها فجرت ... فلا تصلها إذا خانتها أو غدرت
واقطع علائق من قد خان أو غدرا
سبحان من بسط التعليم ثم طوى ... فأعق القلب وجدا دائما وهوى
وذاب في ملتظى أشواقه وذوى ... وكان أزمع واستوفى المنى ونوى
حجا فلما انى ميقاته حصرا
سبحان من في بساط العدل أجلسنا ... وباغتفار عظيم الذنب آنسنا
وزان بالعلم والإيمان أنفسنا ... فكان أعظمنا قدرا وأنفسنا
من انتهى أو نهى أو خاف فازدجرا
سبحان من خص بالإيمان أنفسنا ... وخافه من عذاب النار أنفسنا
لولاه لم نعرف المعروف والحسنا ... ولا استفدنا لسانا ناطقا لسنا
ولا درينا: أباح الشرع أو حظرا
سبحان من جعل الإيمان بالقدر ... والحشر والنشر منجاة من الضرر
فلا خلود مع الإيمان في سقر ... ولا وصول إلى أمن دون حذر
حتى تكون لأمر الله مؤتمرا
سبحان من إن يشأ أعطاك أو منعك ... ومن إذا شاء أمرا حادثا وقعا
وتارة يخفض الأمر الذي رفعا ... يوما يفرق للإنسان ما حمعا
ولا يبالي بمن أثرى ومن خسرا
سبحان من هو يوم الفصل يجمعنا ... وللنعيم بفضل منه يرفعنا