أبي الأصبغ بن سهل فاعلموا ذلك ولا تهملوا إشارتي عليك قديما وحديثا بلزوم الصلوات وحضور الجماعات وفعل الخيرات والعمل على التخلص من التبعات إنَّ وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.
وقلتم في كتابكم: أين الخطط المتوارثة عن الآباء والأجداد؟ وقد أذهب الله عنا ببركة الملة المحمدية غيبة الجاهلية في التفاخر بالآباء ولكنني أقول لكم على جهة المقابلة لكلامكم: إنْ كانت الإشارة إلى المجيب بهذا فمن المعلوم المتحق عند أفضل الناس أنه من حيث الأصالة أحد أماثل قطره. قال القاضي أبو عبد الله بن عسكر: وقد ذكر في كتابه من سلفى فلان بن فلان ما نصه: وبيته بيت قضاء وعلم وجلالة لم يزالوا يرثون ذلك كابرا عن كابر استقضى جده المنصور أبن أبي عامر. وقال غيره وغيره وبيدي من عهود الخلفاء وصكوك الأمراء المكتتبة بخطوط أيديهم من لدن فتح جزيرة الأندلس إلى هذا العهد القريب ما تقوم به الحجة القاطعة للسان الحاسد والجاحد والمنة لله وحده. وإن كانت الإشارة إلى غير من الأصحاب في الوقت حفظهم الله فكل واحد منهم إذا نظر إليه بعين الحق وجد أقرب منكم نسبا للخطط المعتبرة وأولى بميراثها بالفوض والتعصيب أو مساويا على فرض المسامحة لكم قال رسول الله) : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره حرام دمه وماله وعرضه.
ونرجع إلى طريقة أخرى فنقول: من كان يا فلان من قومكم في عمود نسبكم فقيها مشهورا أو كاتبا قبلكم معروفا أو شاعرا مطبوعا أو رجلاً نبيها مذكورا ولو كان يا لوشي وكان لكان من الواجب الرجوع إلى التناصف