للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتواصل والتواضع وترك التحاسد والتباغض والتقاطع إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم وأبدانكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

وكذلك العجب كل العجب من تسمياتكم الخربات التي شرعتم في بنائها بدار السلامة وهيهات هيهات المعروف من الدنيا أنها دار بلاء وجلاء وعناء وفناء ولو لم يكن من الموعظة الواقعة بتلك الدار في الوقت إلاّ موت سعيدكم عند دخولها لأغناكم عن العلم اليقيني بمآلها وأظهر تم سرورا كثيرا بما قلتم إنكم نلتم حيث أنتم من الشهوات التي ذكرتم أن منها الإكثار من الأكل والخرق والقعود بإزاء جارية الماء على نطع الجلد والإمساك أولى بالجواب على هذا الفضل فلا خفاء بما فيه من الخسة والخباثة والخبث وبالجملة فسرور العاقل إنما ينبغي أن يكون بما يجمل تقديمه من زاد التقوى للدار الباقية فما العيش كما قال رسول الله) إلاّ عيش الآخرة فقدموا إن قبلتم وصاة الحبيب أو البغيض بعضا عسى أن يكون لكم ولا تخالفوا كيلا يكون عليكم هذا الذي قلته لكم وإن كان لدي من يقف عليه من نمط الكثير فهو في اعتبار المكان وما مر من الزمان في حيز اليسير وهو في نفسه قول حق وصدق ومستند أكثره كتاب الله وسنة محمّد رسول الله) وعلى سائر أنبيائه فاحمدوا الله العلي العظيم على تذكيركم به إذ هو مجري النصيحة الصريحة يسرني الله وإيام لليسرى وجعلنا ممن دكر فانتفع بالذكرى والسلام.

انتهى كلام القاضي أبي الحسن النباهي رحمه الله.

قلت: ولعل هذا الكلام وأشباهه هو الحامل لابن الخطيب على هجو القاضي

<<  <  ج: ص:  >  >>