تازا فانفض معسكره ورجع إلى فاس ونزل بكدية العرائس وانتهى السلطان أبو العباس أحمد إلى زرهون فصمد إليه الوزير بعسكره فاحتل مصافه ورجع إلى عقبة مفلولا وانتهب عسكره ودخل البلدة الجديدة البيضاء وجأجأ بالعرب أولاد الحسين فعسكروا بالزيتون ظاهر فاس فنهض إليهم الأمير عبد الرحمن من تازا بمن كان معه من العرب الأجلاف وشردهم إلى الصحراء وشارف السلطان أبو العباس أحمد بمجموعة من العرب وزناتها وبعثوا إلى ولي دولتهم ونزمار بن عريف بمكانه من قصره الذي اختطه بملوية فجاءهم وأطلعوه على كامن أسرارهم فأشار عليهم بالاجتماع والاتفاق فاجتمعوا بوادي النجا وتخالفوا ثم ارتحلوا إلى كدية العرائس في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وبرز إليهم الوزير بعساكر فانخزمت جموعه وأحيط به وخلص إلى البلد الجديد بعد غص الريق. واضطرب معسكر السلطان أبي العباس بكدية العرائس ونزل الأمير عبد الرحمن بإزائها وضربوا على البلد الجديد سياجا بالبناء للحصار وأنزلوا بها أنواع القتال والإرهاب ووصلوهم بمدد
السلطان أبن الأحمر فأحكموا الحصار وتحكموا في ضياع أبن الخطيب بفاس فهدموها وعاثوا فيها. ولمّا كان فاتح سنة ست وسبعين داخل محمّد بن عثمان عمه الوزير أبا بكر في النزول عن البلد الجديد والبيعة للسلطان لكون الحصار قد اشتد به ويئس وأعجزه المال فأجاب وأشترط عليهم الأمير