عليه فانعقد أمرهم على ذلك وتقبل محمّد بن عثمان شروطه وركب من سبتة إلى طنجة واستدعى أبي العباس أحمد من مكان اعتقاله فبايعه وحمل الناس على طاعته واستقدم أهل سبتة للبيعة وكتابتها فقدموا وبايعوا وخاطب أهل جبل الفتح فبايعوا وأفرج أبن الأحمر عنهم. وبعث إليه محمّد بن عثمان عن سلطانه بالنزول له عن جبل الفتح وخاطب أهله بالرجوع إلى طاعته فارتحل أبن الأحمر من مالقة إليه ودخله ومحا دعوة بني مرين مما وراء البحر وأهدى للسلطان أبي العباس وأمده بعسكره من غزاة الأندلس وكمل إليه مالا للإعانة على أمره. ولمّا وصل الخبر بهذا إلى الوزير أبي بكر بن غازي قامت عليه القيامة وكأنَّ أبن عمه محمّد بن عثمان كتب إليه يموه بأن هذا عن أمره فتبرأ من ذلك ولاطف أبن عمه أن ينقض ذلك الأمر فاعتل له بانعقاد البيعة لأبي العباس. وبينما الوزير أبو بكر ينتظر إجابة أبن عمه إلى ما رامه منه بلغه الخبر بأنه أشخص الأبناء المعتقلين كلهم بالأندلس وحصلوا تحت كفالة ابن الأحمر فوجم وأعرض عن أبن عمه ونهض إلى تازا لمحاصرة عبد الرحمن بن أبي يفلوس فاهتبل في غيبة أبن عمه محمّد بن عثمان ملك المغرب ووصله مدد السلطان أبن الأحمر من رجال الأندلس الناشبة نحو ستمائة وعسكر آخر من الغزاة. وبعث أبن الاحمر رسله إلى الأمير عبد الرحمن باتصال اليد مع أبن عمه السلطان أحمد ومظاهرته واجتماعهما على مل فاس وعقد بينهما الاتفاق على أن يختص عبد الرحمن بملك سلفه فتراضيا. وزحف محمّد بن عثمان وسلطه إلى فاس وبلغ الخبر إلى الوزير أبي بكر بمكانه من