للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر أبن خلدون كلاما كثيرا تركته لطوله وملخصه: أن الوزير أبا بكر أبن غازي الذي كان معه أبن الخطيب ولي أبن عمه محمّد بن عثمان مدينة سبتة خوفا عليها من أبن الأحمر ونهض هو أعني الوزير إلى منازلة عبد الرحمن بن أبي يفلوس ببطوية إذ كانوا قج بايعوه فامتنع عليه وقاتله أياما ثم رجع إلى تازا ثم إلى فاس واستولى عبد الرحمن على تازا وبينما الوزير أو بكر بفاس يدبر الرأي إذ وصله الخبر بأن أبن عمه محمّد بن عثمان بايع السلطان أحمد بن أبي سالم وهو المعروف بذي الدولتين وهذه هي دولته الأولى وذلك إنَّ أبن عم الوزير وهو محمّد بن عثمان لمّا تولى سبتة كان أبن الأحمر قد طاول حصار جبل الفتح وأخذ بمخنقة وتكررت المراسلة بينه وبين محمد بن عثمان والعتاب فاستعتب له وقبح ما جاء به أبن عمه الوزير أبو بكر بن غازي من الاستغلاظ له في شأن أبن الخطيب وغيره فوجد أبن الأحمر بذلك السبيل إلى غرضه وداخله في البيعة لابن السلطان أبي سالم من الأبناء الذين كانوا بطنجة تحت الرقبة وإنَّ يقيمه للمسلمين سلطانا ولا يتركهم فوضى وهملا تحت ولاية الصبي الذي لم يبلغ ولا تصح ولايته شرعا وهو السعيد بن أبي فارس الذي بايعه الوزير أبي بكر بن غازي بتلمستان حين مات أبوه واستبد عليه واختص أبن الأحمر أحمد أبن أبي سالم من بين أولئك الأبناء لمّا سبق بينه وبين أبيه أبي سالم من المولاة. وكان أبن الأحمر اشترط على محمّد بن عثمان وحزبه شروطا منها أن ينزلوا له من جبل الفتح الذي هو محاصر له وأن يبعثوا له جميع أبناء الملوك من بني مرين ليكونوا تحت حوطته وأن يبعثوا إليه بالوزير أبن الخطيب متى قدروا

<<  <  ج: ص:  >  >>