أبن أبي يفلوس ووزيره المطارد به مسعود بن ماسايو أدار أبن الخطيب في ذلك مكره وحمل السلطان عليهما إلى أن سطا بهما أبن الأحمر واعتقلهما سائر أيام السلطان عبد العزيز وتغير الجو بين أبن الأحمر ووزيره أبن الخطيب وأظلم وتنكر له فنزع عنه إلى عبد العزيز سلطان المغرب سنة ثنتين وسبعين لمّا قدم من الوسائل ومهد من السوابق فقبله السلطان وأحله في مجلسه محل الاصطفاء والقرب وخاطب أبن الأحمر في أهله وولده فبعثهم إليه واستقر في جملة السلطان. ثم تأكدت العداوة بينه وبين أبن الأحمر فرغب السلطان عبد العزيز في مل الأندلس وحمله عليه وتواعدوا في ذلك عند رجوعه من تلمستان إلى المغرب ونمى ذلك إلى أبن الأحمر فبعث إلى السلطان عبد العزيز بهدية لم يسمع بمثلها انتقى فيها من متاع الأندلس وماعونها وبالها الفارهة ومعلوجة السبى وجواريه وأوفد بها رسله يطلب إسلام وزيره أبن الخطيب إليه فأبى السلطان من ذلك ونكره. ولمّا هلك واستبد الوزير أبن غازي بالأمر تحيز إليه أبن الخطيب ودخله وخاطبه أبن الأحمر فيه بمثل ما خاطب السلطان عبد العزيز فلج واستنكف عن ذلك وأقبح الرد وانصرف رسوله إليه ود رهب سطوته فأنطلق أبن الأحمر لحينه عبد الرحمن بن أبي يفلوس وأركبه الاسطول وقذف به إلى ساحل بطوية ومع الوزير مسعود بن ماساي ونهض يعني أبن الأحمر إلى جبل الفتح فنازله بعساكره ونزل عبد الرحم ببطوية.