للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمان وسبعين وسبع مائة. وهذا أبن خلدون أخو ولي الدين صاحب التاريخ المشهور، ونص القصيدة:

ما على الصب في الهوى من جناح ... أنَّ يرى حلف عبرة وافتضاح

وإذا ما المحب عيل اصطبارا ... كيف يصغي إلى نصيحة لاحي

يا رعي الله بالمحصب ربعا ... آذنت عهده النوى بانتزاح

كم أدرنا كأس الهوى فيه مزجا ... رُبَّ جدٍ من الجوى في المزاح

هل إلى رسمه المحيل سبيل ... يا حدادة المطى تلك الطلاح

نسأل الدار بالخليط ونسقى ... ذلك الربع بالدموع السفاح

أي شجو عانيت بعد نواها ... من أسى لازم وصبر مزاح

أهل ودى إنَّ رابكم برح وجدوى ... من صبا بارح وبرق لياح

فأسألوا البرق عن خفوق فؤادي ... والصبا عن سقام جسمي المتاح

يا أهيل الحمى نداء مشوق ... ما له عن هوى الدمى من براح

طالما استعذب المدامع ورداً ... في هواكم عن كل عذب قراح

عاده بالطلول للشوق عيد ... من حمام بدوحهن صداح

من لقلب من الجوى في ضرام ... ولجفن من البكا في جراح

ولصب يهيجه الذكر شوقاً ... فهو سكراً يرتاح من غير راح

وليال قضيت للهو فيها ... وطرا والشباب ضافي الجناح

<<  <  ج: ص:  >  >>