للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرعيتها هملا فلم يطرق لها ... بمنيع سورك طارق الإهمال

من كنت واليه تولته العلا ... ومن اطرحت فما له من والي

وقال رحمه الله عند وقوفه على مراكش واعتباره بما صار إليه أمرها:

بلد قد غزاه صرف الليالي ... وأباح المصون منه مبيح

فالذي خر من بناه قتيل ... والذي خر منه بعض جريح

وكأن الذي يزور طبيب ... قد تأتى له بها التشريح

أعجبت منه أربع ورسوم ... كان قدما بها اللسان الفصيح

كم معان غابت بتلك المغاني ... وجمال أخفاه ذاك الضريح

وملوك تعبدوا الدهر لمّا ... أصبح الدهر وهو عبد صريح

دوخوا نازح البسيط حتى ... قال ما شاء ذابل وصفيح

حيث شبت لهم من البأس نار ... ثم هبت لهم من النصر ريح

أثر يندب المؤثر لمّا ... طال بعد الدو منه النزوح

ساكن الدار روحها كيف يبقى ... جسد بعد ما تولى الروح

وقال يخاطب عميد مراكش المتميز بالرأي والسياسة والهمة وإفاضة العدل وكف اليد والتجافي عن مال الجباية، عامر لن محمد بن علي بن الهنتاتي:

تقمل لي الأظعان والشوق في الحشى ... له الحكم يمضي بين ناه وآمر

إذا جبل التوحيد أصبحت فارعا ... فخيم قرير العين في دار عامر

<<  <  ج: ص:  >  >>