للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنقتصر من نظمه على هذا القدر، فانه طويل عريض، وإنّما أطلت النفس في ترجمة أبن الخطيب، رحمه الله، علما مني بأن الذين رغبوا في تأليف هذا الموضوع، لهم تشوف إلى أنباء أبن الخطيب، وكلامه وجيلة أحواله ليست عندهم، وإنما يحفظون بعض نظمه ونثره، ولا يدرون ابتداء أمره وانتهاءه، وقد حكي غير واحد أنّه رئ رحمه الله بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بسبب بيتين، وهما:

يا مصطفى من قبل نشأة آدم ... والكون لم تفتح له أغلاق

أيروم مخلوق ثناءك بعد ما ... أثنى على أخلاق

وقد رأيت على هذين البيتين تخميسا لا بأس به، لأبي عبد الله بن جابر الغساني المكناسي، رحمه الله، وهو:

يا سائر لضريح خير العالم ... ينتهى إليه مقال صب هائم

بالله ناد وقل مقالة عالم ... يا مصطفى من قبل نشأة آدم

والكون لم تفتح له إغلاق

بثناك قد شهدت ملائكة السما ... والله قد صلى عليك وسلما

يا مجتبي ومعظماً ومكرماً ... أيروم مخلوق ثناء بعد ما

أثنى على أخلاقك الخلاق

انتهى.

وأولاد أبن الخطيب رحمه الله ثلاثة: عبد الله، ومحمّد، وعلي. وكلهم حدث عن أبيه وعن أبن الجياب، وعلى منهم هو صاحب السلطان أحمد المرني الملقب بالمستنصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>