للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى أنّه حضر معه في بستان، سح فيه ماء المذاكرة الهتان؛ وقد أبدى الأصيل شواهد الأصفرار، وأزمع النهار لمّا قدم الليل على الفرار؛ فقال المستنصر لمّا لأنَّ جانبه، وسالت بين سرحان البستان جداوله ومذانبه:

يا فاس وأيم الله ذو شغفٍ ... في كل ربع له معناه يسبيني

وقد أنست بقرب منك يا أملي ... ونظرة فيكم بالأنس تحسيني

فأجابه على بن الخطيب بقوله العذب المصيب:

لا أوحش الله ربعا أنت زائره ... يا بهجة الملك والدنيا مع الدين

يا أحمد الحمد أبقاك الإله لنا ... فخرا وسلطان السلاطين

وأما عبد الله فقد كتب بالعودتين، عن ملوك الحضرتين. وأما محمّد فقد نال حظاً من التصوف، ولم يكن له إلى خدمة الملوك تشوف.

ولا بد أنَّ نلم بوصية أبن الخطيب، رحمه الله، لأولاده المذكورين، لمّا فيها من الحكم والوصايا النافعة لمن عمل بها، وهي:

الحمد لله الذي لا يروعه الحمام المرقوب، إذا شم نجمه المثقوب، ولا يبغته الأجل المكتوب، ولا يفجوه الفراق المعتوب، ملهم الهدى الذي تطئن به القلوب، وموضح السبيل المطلوب، وجاعل النصيحة الصريحة في قسم الوجوب، لا سيما للولي المحبوب، والولد المنسوب، القائل في كتابه المعجز الأسلوب، " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب "، " ووصي بها إبراهيم بنيه يعقوب "؛ والصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>