للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأنت لا عدمتك والد فخرها ... وسماك سؤددها وبدر كمالها

اغلظ على عاث من أنذالها ... واخشع لمن تلقاه من أبدالها

والبس بما أوليتها من نعمةٍ ... حلل الثناء وجر من اذيالها

خذها أبا الفضل بن يحيى تحفة ... جاءتك لم ينسج على منوالها

ما جاء في مضمارها شعر ولا ... سمعت قريحة شاعرٍ بمثالها

وأنل أبا البركات من بركاتها ... وادفع محال شكوكه من آلها

قال السلطان أبو عنان رحمه الله: أخبرنا شيخنا الإمام العالم العلامة، وحيد زمانه، أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الآبلي رحمه الله قال: لمّا توجه الشيخ الصالح الشهير أبو إسحاق التنسي من تلمسان إلى بلاد المشرق اجتمع هناك بقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد، فكان من قوله له: كيف حال الشيخ العالم أبي عبد الله بن خميس؟ وجعل يحليه بأحسن الأوصاف ويطنب في ذكر فضله فبقى السيخ أبو إسحاق متعجباً، وقال: من يكون هذا الذي حليتموه بهذا الحلى ولا أعرفه ببلدي؟ فقال له هو القائل: " عجباً لها أيذق طعم وصالها " قال: فقلت له: إنَّ هذا الرجل ليس هو عندنا بهذه الحالة التي وصفتم، إنّما هو عندنا شاعر فقط. فقال له: إنكم لم تنصفوه، أنّه لحقيق بما وصفناه.

قال السلطان أبو عنان: وأخبرنا شيخنا أبو عبد الله المذكور إنَّ قاضي القضاة أبن دقيق العيد كان قد جعل القصيدة المذكورة بخزانته كانت له، تعلو موضع جلوسه للمطالعة وكان يخرجها من تلك الخزانة ويكثر تأمله والنظر فيها.

ثم قال السلطان أبو عنان: قال لنا شيخنا أبو عبد الله الآبلي المذكور:

<<  <  ج: ص:  >  >>