للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تعرفت أنّه لمّا وصلت هذه القصيدة إلى قاضي القضاة تقي الدين المذكور لم يقرأها حتى قام إجلالا لها. انتهى.

وقد وصل أبي خميس رحمه الله هذه القصيدة إلى قاضي القضاة بنثر لم أثبته هنا لطوله، ولمّا قيل إنَّ هذا الرجل معري النزعة أي نظمه أحسن من نثره؛ وقد أوردها أبن الخطيب في الإحاطة وأوردها السلطان أبو عنان في مروياته.

وكان أبي خميس بعد مفارقته بلده تلمسان، سقى الله أرجاءها أنواء نيسان كثيرا ما يتشوق لمشاهدها ويتأوه عند تذكره لمعاهدها، وهي شيمة الأحرار في حنينهم إلى أوطانهم وللدهر إحلاء وإمرار.

فمن ذلك قوله رحمه الله تعالى:

تلمسان لو أنَّ الزمان بها يسخو ... منى النفس لا دار السلام ولا الكرخُ

وداري بها الأءلى التي حيل دونها ... مثار الأسى لو أمكن الحنق اللبخُ

وعهدي بها والعمر في عنفوانه ... وماء شبابي لا أجين ولا مطخُ

قرارة تهيام ومغنى صبابةٍ ... ومعهد أنس لا يلذ به لطخُ

إذ الدهر مثنى العنان منهنه ... ولا ردع يثني من عنان ولا ردخُ

ليالي لا أضغي إلى عذل عاذل ... كأن وقوع العذل في اذني صمخُ

معاهد أنس عطلت فكأنها ... ظواهر ألفاظٍ تعمدها النسخُ

وأربع آلاف عفا بعض آيها ... كما كان يعرو بعض ألواحنا اللطخُ

<<  <  ج: ص:  >  >>