للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالغصن من نشوة يثني معاطفه ... والطير من طرب تشدو مزاهره

وللكمام انشقاق عن أزاهرها ... كما بدت لك من خل ضمائره

لله يومك ما أزكى فضائله ... قامت لدين الهدى فيه شعائره!

فكم سريرة فضل فيك قد خبئت ... وكم جمال بدا للناس ظاهره

فأفخر بحق على الأيام قاطبة ... فما لفضلك من ندٍ يناظره

فأنت في عصرنا كابن الحكيم إذا ... قيست بفخر أولى العلياء مفاخره

يلتاح منه بأفق الملك نور هدى ... تضائل منه الشمس مهما لاح زاهره

مجد صميم على عرش السماك سما ... طالت مبانيه واستعلت مظاهره

وزاره الدين والعلم الذي رفعت ... أعلامه والندى الفياض زاخره

وليس هذا ببديع مكارمه ... ساوت أوائله فيه أواخره

يلقى الأمور بصدر منه منشرحٍ ... بحر وآراؤه العظمى جواهره

راعي أمور الرعايا معملاً نظرا ... كمثل علياه معدوماً نظائره

والملك سير في تدبيره حكماً ... تنال ما عجزت عنه عسا كره

سياسة الحلم لا بطش يكدرها ... فهو المهيب وما تخشى بوادره

لا يصدر الملك إلاّ عن إشارته ... فالرشد لا تتعداه مصايره

تجرى الأمور على أقصى إرادته ... كأنما دهره فيها يشاوره

وكم مقام له في كل مكرمةٍ ... أنست موارده فيها مصادره

ففضلها طبق الأفاق أجمعها ... كأنه مثل قد سار سائره

فليس يجحده إلاّ أخو حسدٍ ... يرى الصبح فيعشى منه ناظره

<<  <  ج: ص:  >  >>