شهدت له أصحابه وعداته ... حتى الغمام إذا همي وتبجيسا
قسما لأندى بالندى وإعتاده ... فينا فسار مع الركاب وعرسا
وكسا الورى العدل المبين وقبله ... سلبوا بجور ولاتهم تلك الكسا
وأعد أقدار الأمور بحزمه ... ورمى به غرض الخطوب فقرطسا
وأتته للبيت الرفيع عماده ... عمد له مجداً وعزماً أقعسا
قالوا بنو ثعل: نفس مكارماً ... تعزى لحاتمها، فقلت: وما عسى؟
جيئوا بواحد لحاتم طيء ... من هذه وعلى ألا أنفسا
أو سائلوني في الأنام سوى أبي ... حفص فهل تجدون عنه معدسا
أو فاحملوا بعض الذي هو حامل ... ليردكم منه يلملم قد رسا
الناس أشباه ولكن بينهم ... في الفضل ما بين الذؤابة والنسا
أحسبتم كل امرئ غمر الندى ... ما كل بيت بالشآم المقدسا
يا خجلة القمر المنير وقد رأى ... عمرا بأنواع الجلالة ملبسا
لو يستطيع لجاء مقتبسا لها ... من أفقه وإذا لصادف مقبسا
خاب امرؤ يرجو نداه غضاضة ... إلاّ الكفور فانه قد ابلسا
طيبت أفواه الرواة بمدحه ... فكان عطاراً يضمخ معرسا
وعلوت قدر الناطقين بشكره ... ولئن تمادى في نداه لأخرسا
يا واحد العرب الذي لو صورت ... طرفا عتيقا كان منه القونسا
إنى دعوتك للأماني الغر في ... ظلم الزمان السوء أحكي يونسا