للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ يلقم نون الحوادث مطلبي ... فأمده له يقطين جودك ملبسا

أنت الرواء إذا تعذر مورد ... والماء إنَّ كدر الرجاء فأيأسا

والعجز أنَّ يرجى سواك وإنّما ... أخشى نبات الروضة المتخلسا

فلأنت أنفس عقدة مذخورةٍ ... لم لا أصون عن ابتذالي الأنفسا

انتهى.

قال صاحب الإشادة العزفي المذكور: القاضي أبو حفص من مفاخر المغرب، لم يذكره أحد من لقيه وتعرض لذكره، إلاّ أطنب في الثناء عليه، ووصفه بالعلم والفضل، والعدل في القضاء، مع براعة النظم والنثر؛ ويكفي من ذلك ثناء المحدث أبي عبد الله محمّد أبن عبد الرحمن التجيبي، نزيل تلمسان عليه، وقد ذكره في شيوخه فقال: ونقلته من خط الشيخ الفقيه الأجل، الكاتب المجيد، الحسيب الأديب، الأرفع الأكمل، القاضي المسدد، الموفق الأعدل، أبي حفص. ثم قال: لقيته بتلمسان حرسها الله، قدمها علينا قاضيا، فشمل أهل البلد كلهم أجمعين بفضله وأدبه وعدله، وإجلاله وإكباره وحسن خلقه، لا سيما مع طائفة الطلب، وأهل الأدب والحسب، فجزاه الله عن نفسه وعنهم افضل الجزاء، فلا يعرف الفضل إلاّ فاضل، ولا يكرم الناس إلاّ الكريم، وكل يميل إلى جنسه، وما هو من طبعه، كما قال بعض الأدباء، وأجاد في مقالته، وأحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>