وامتثال رضى الله عنه قول الآخر:" أصحبوا الناس صحبة إنَّ عشتم معها حنوا عليكم، وإنَّ متم بكوا عليكم ". واستعمل ما قاله الشاعر في كلماته، ونظمه في قافيته:
وإنّما المرء حديث بعده ... فكن حديثا حسنا لمن وعى
ففعل والله ذلك أيام كونه بتلمسان، واستعمله بطبعه وطبيعته، وخلقه وخليقته، إلى أنَّ نقله الخليفة إلى قضاء فاس، فلا تسأل عما أصاب الناس والإخوان من فقده، وفقد أدبه وعلمه، فذكر الطيب، والثناء الجميل، باقيان عليه إلى الآن بتلمسان، وهو مستقر في غيرها من الأوطان.
وكان أبو حفص رحمه الله حسن الخَلقِ والخُلقِ، مليح الخط، فصيح الخطابة والكتابة، وكنت إذا رايته تمثلت عند رؤيته والنظر إليه، باب الرجل أنشدنا شيخنا الحافظ أبو طاهر السلفي الأصبهاني، رضي الله عنه، في مدح هادي بن إسماعيل:
لهادي بن إسماعيل خلات أربع ... بهن غدا مستوجبا للإمامة