للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفضله على كل من تأخر من خلقه أو تقدم، وما امتن به عليه وعلى أمته، في أنَّ جعله أفضل الأنبياء، وجعلهم أفضل الأمم، من بين ولد آدم، ليتخذوا مولده الكريم موسماً، يتركون به ما كانوا يقيمونه من أعياد النصارى وعوائدهم، التي يجب لمغانيها أنَّ تعطل، ولمبانيها أنَّ تهدم. انتهى.

وكان الرئيس أبو القاسم المذكور كتب خطه بالإجازة في هذا الكتاب للخطيب أبي على، بن الخطيب أبي فارس بن غالب الجمحي، مع جماعة من أهل سبتة وأعيانها، حين قرءوه عليه بالجامع الأعظم من سبتة، في شهر ربيع الثاني، من عام سبعة وخمسين وست مائة، قائلا: أجزت له بحق روايتي لمّا فيه عن أبي، ومشاركتي له في تأليفه، على حكم الإجازة وشرطها، وصحة الرواية، عاشر الربيع المذكور. انتهى. وبعضه بالمعنى. ونسبهم إلى لخم لا مدفع فيها عند الثقات، وبذلك وصفهم الأكابر، غير أنَّ أبن الخطيب في الإحاطة، نقل عن " الكتاب المؤتمن، في أنباء أبناء الزمن " ما نصه: وتزعم بعض أهل سبتة أنَّ أصلهم من مجكسة من البربر، فيقولون: ما للخم ومجكسة؟ وهذا موكول إلى قائلة، إذ لا نعلم حقيقة الأمر فيه. نعم، الإنصاف في المسألة أنَّ كل من عرف بالأصالة في المغرب الأقصى، ولم يعلم لآبائه قدوم من المشرق، حيث جراثيم العرب، ولا قدوم من الأندلس، حيث أبناء العرب، وانتسب مع ذلك إلى قبيلة، فلا بد له من الاستظهار على ذلك، وإلاّ كان ما أتى به مظنة لأحد أمرين: أما لكون سلفه من الموالي، فانتسبوا إلى ساداتهم، إذ يجوز لمن كان مولى عربي أنَّ ينتسب إلى قبيلة سيده؛ وأما للكذب. وهذا أعدل ما يقال. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>