ونقله في الإحاطة في ترجمة الفقيه المشارك في الطلب والأدب أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبي عزفة اللخمي. وإلى ترجع الأمور.
وكان الرئيس الفقيه أبو القاسم العزفي المذكور فقيها أصوليا نحويا لغويا محدثا عارفا بالرواية شاعرا مجيدا.
فمن نظمه في آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم:
ذرية المصطفى إني احبكم ... وحبكم واجب في الدين مفترض
فليس يبغضكم لا كان باغضكم ... إلاّ امرؤ مارق في قلبه مرض
وحسبكم شرفا في الدهر أنكم ... خير البرية هذا ليس يعترض
ولست أظالب في حبي لكم ثمنا ... إلاّ الشفاعة فهي السؤل والغرض
ولمّا توفي رحمه الله تعالى قام بعده بالأمر ابنه أبو الحاتم أحمد ثم خلع وتولى أخوه أبو طالب عبد الله في سنة ثمان وسبعين وست مائة وخلع ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شوال سنة خمس وسبع مائة فكانت دولته سبعا وعشرين سنة وتوفي بفاس مخلوعا عام ثلاثة عشر وسبع مائة وله خمس وسبعون سنة. والذي خلعه الأمير فرج بن إسماعيل بن يوسف بن الأحمر دخل عليه سبتة عنوة في الليلة المذكورة وقبض عليه.
ثم تولاه الأمير يحيى بن الأمير أبي طالب أبن أبي القاسم ويكنى أبا عمر وبويع سبتة عام عشرة وسبع مائة وخلع في سنة إحدى عشرة وسبع مائة وكانت دولته الأولى هذه سنة وستّة أشهر. وبويع ثانيا بسبتة في سنة أربع