للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا

وأدرك نوحا في السفينة رعية ... فخلصه الله كان في الموج داعيا

وما زال سام وهو ثاو بظهره ... على أخويه بالفضائل ساميا

فخصص حتى بالمكان كرامة ... وأسكن في أعلى البلاد مراقيا

وأنزل حام بالجنوب مجانيا ... ويافث في أقصى الشمال مؤازيا

وأنزل سام للفضيلة وحده ... بأوسط معمور البلاد الأعاليا

وبادر جبريل الخليل لأجله ... ليحميه إذ أبصر الجمر حاميا

ويخبر في وقت البلاء يقينه ... فصادف ورد الخلة العذب صافيا

فقال له: هل تسألني كفاية ... فجاوبه حسبي بربي كافيا

فكانت عيه النار بردا كما أتى ... به وسلاما وهي نار كما هيا

وجازاه في الإسراء عنها نبينا ... وألهمنا فوق السموات ساريا

فلما انتهى جبريل عند مقامه ... بحيث تلقى الأمر ألا تماديا

أشار على المختار أن سر فإنه ... مقامي لا أعدوه ما دمت باقيا

فناداه يا جبريل: هل لك حاجة ... إلى الله فأسألها لتعطي الأمانيا

فقال له: سله لأبسط رغبة ... على النار منى للعصاة جناحيا

فدلي في أفق المهامه رفرف ... وزج براق العز في النور راقيا

ومن أجله خص الذبيح فداؤه ... وفد ظهره المختار أصبح ثاويا

فداه بذبح عظيم الله شأنه ... لأن كان دهرا في الفيراديس راعيا

<<  <  ج: ص:  >  >>