ما أمكن على يد خاصته من أهله ولا يشك أنَّ تصرفه في ذلك لم يكن إلاّ بأمره إلى أن وصل كتاب قاضي الجماعة أبي محمّد بن منصور بحل القاضي أبي علي عن القضاء.
قال ابنه: ووصل كتابه إلى أبي معلما له بذلك إذ كان يكرم عليه وعلم برحلته إليه فخرج أبو علي من اختفائه وجلس للتسميع فسمع عليه كثيرا وزمه وكان له به اختصاص فحصل له سماع كثير في أمد يسير.
قال ابن خاتمة: سمع عليه الصحيحين والمؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة لعبد الغني والشهاب للقضاعي وغير ذلك وكتب عنه فوائد كثيرة عارض بأصوله وأجاز له جميع رواياته.
قال ابنه رحمه الله: حكى أبو الفضل عياض رحمه الله أنَّ القاضي أبا علي الصدفي رحمه الله قال له: لولا يسر خروجي بلطفه لكنت عزمت أن أشعرك بموضع يقع عليه الاختيار من بلاد الأندلس لا يؤبه لكوني فيه فتدخل إليه وأخرج مختفيا إليه بأصولي فتجد ما ترغب لمّا كان في نفسي من تعطيل رحلتك وإخفاق رغبتك.
ولقي في رحلته هذا قولهم: جماعة من أعلام الأندلس وأجاز أبو علي الجياني