عنهم، وجمع من الحديث كثيرا، وله عناية كبيرة بهم، واهتم بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم، والذكاء واليقظة الفهم، واستقضى ببلده مدة طويلة، فحمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة، فلم يطل أمده بها، وقدم علينا قرطبة في ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، وأخذنا عنه بعض ما عنده. وسمعته يقول: سمعت القاضي أبا علي بن محمّد الصدفي يقول: سمعت الإمام أبا محمّد التميمي ببغداد يقول: ما لكم تأخذون العلم عنا، وتستفيدونه منه منا، ثم لا تترحمون علينا، فرحم الله جميع من أخذنا عنه، من شيوخنا وغيرهم.
ثم كتب إلى القاضي أبو الفضل بخطه، فذكر أنّه ولد في منتصف شعبان من سنة ست وسبعين وأربع مائة، وتوفي رحمه الله بمراكش، مغربا عن وطنه، وسط سنة أربع وأربعين وخمس مائة. انتهى كلام ابن بشكول في الصلة، وذكرته كله وإن كان بعضه قد تقدم ما يغني عنه، وبعضه يأتي، لأنه كلام أرتبط ببعضه.
ورأيت في كتاب " المرقبة العليا، في الأقضية والفتيا " للقاضي الخطيب أبي الحسن علي بن عبد الله بن الحسن النباهي الغرناطي، رحمه الله، بعد أن ذكر كلام صاحب الصلة السابق، ما نصه: قلت: وسكن القاضي أبو الفضل هذا بمالقة مدة، وتمول بها أملاكا، وأصله من مدينة بسطة، ذكر ذلك حفيده، في الجزء الذي صنفه في التعريف به وبتواليفه، وبعض أخباره وخطبه، تغمده الله وإيانا برحمته، انتهى.