للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشكل فيشرح، أو مطول فيختصر، أو مفترق فيجتمع، أو منثور فيرتب. وقد نظمها بعضهم فقال:

ألا فاعلمن أنَّ التأليف سبعة ... لكل لبيب في النصيحة خالص

فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ ... وإبداع حبر مقدم غير ناكص

وترتيب منثور وجمع مفرق ... وتقصير تطويل وتتميم ناقص

وألفيت بخط شيخ شيخنا، الإمام القاضي سيدي عبد الواحد الونشريشي، رحمه الله، ما نصه: ألفيت بخط والدي، رحمه الله، على طرة من هذا المحل، وأعني كلام الأبي السابق، ما نصه:

قلت: من هنا يعلم أنَّ انطلاق اسم المدرس على المقتصر على نقل تقاييد الرسالة والمدونة، من غير فتش ولا تنزيل، ولا كشف واستظهار بغيرها: مجاز، لا حقيقة؛ وهذا الوصف كاد أنَّ يعم أهل الوقت أو عمهم، فنسأل الله العظيم المغفرة من التطفل، وتعاطي ما ليس في المقدور.

وقال أيضاً: تأمل هاهنا الثناء على شيخ الإسلام، الإمام أبي عبد الله بن عرفة، أسكنه الله دار السلام، وعلى تآليفه، لا سيما مختصره الفقهي، الذي أعجز معقوله ومنقوله الفحول، خلافا لبعض القاصرين من طلبة فاس، فأنهم يقولون: ما يقول شيئاً، يطفئون نور الله، ويحتقرون ما عظم الله، ومستندهم في ذلك بزعمهم حكاية تؤثر عن شيخ المحقق أبي العباس القباب، لا رأس لها ولا ذنب، وحاشاه من ذلك، وما أراهم في هذا إلاّ كما قال الأول:

وكم من غائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقم

<<  <  ج: ص:  >  >>