قلت: ولمّا جرى ذكر الشيخ بن عربي الحاتمي فلا بأس من أنْ نلم ببعض حاله فنقول: قال ابن خاتمة: محمّد بن علي الطائي بن عربي الصوفي من أهل إشبيلية وأصله من سبتة يكنى أبا بكر ويعرف بابن عربي وبالحاتمي أيضاً.
أخذ عنه مشيخة بلده ومال إلى الأدب وكتب لبعض الولاة بالأندلس ثم رحل إلى المشرق حاجاً فأدى الفريضة ولم يعد بعدها إلى الأندلس وسمع الحديث من أبي القاسم الخرستاني وغيره وسمع صحيح مسلم من الشيخ أبي الحسن ابن أبي نصر في شوال سنة ست وست مائة وكان يحدث بالإجازة العامة عن أبي طاهر السفلفي ويقول بها وبرع في علم التصويف وله في ذلك تواليف كثيرة منها:" ملاك التأويل وحقائق التنزيل " و " الجذوة المقتبسة والحظوة المختلسة " و " كتاب المعارف الإلهية " و " كتاب الإسرا إلى المقام الأسرى " و " كتاب مواقع النجوم ومطالع أهلة أسرار العلوم " و " كتاب عنقاء مغرب في صفة ختم الأولياء وشمس المغرب " وكتاب في فضائل شيخه عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي والرسالة الملقبة " بمشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية " في كتب أخر عديدة.
وقدم على المرية من مرسية مستهل شهر رمضان سنة خمس وتسعين وخمس مائة وبها ألف كتابه الموسوم بمواقع النجوم.
قال الأستاذ أبو جعفر: ولا نسلم له جميع مقالاته وموضوعاته وإنْ كان لعلو في الإعراب قد تكلم من وراء حجاب وتحصن من الرمز بسند