للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منيع الحرز ففي الإشارة الراجحة الدليل ما يقوم مقام العبارة الواضحة السبيل.

ولقد حكى لي بعض تقات أصحابنا عمن لقي من كبار شيوخ أهل العلم أنَّه كان يطعن عليهم ويرميه بوهن يقال دينه ويناسبه إليه والله اعلم بحقيقة ذلك إذ كل كلام يغلب المجاز والاستعارة عليه من غير قرينة فهو مستشعب المسالك. وعلى الجملة فهو الذي جرأ على نفسه لمآخذه المظلمة المدارك المشوشة على السالك.

قال ابن الأبار: وقد لقيته جماعة من العلماء والمتعبدين وأخذوا عنه وتوفي بعد الأربعين وست مائة.

ذكر ابن الأبار وقال: أفادني بعض أصحابنا أنَّه أجاز إجازة عامة لمن أحب الرواية عنه. انتهى كلام ابن خاتمة.

والذي عند كثير من الأخيار من أهل هذه الطريقة التسليم لهم ففيه السلامة وهو أحوط من إرسال العنان وقول يعود على صاحبه بالملامة.

وما وقع لأبي حيان وابن حجر في تفسيره من إطلاق اللسان في هذا الصديق وأنظاره فذلك من فلس الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره أنَّ الإمام أبي عربي ولي صالح وعلام ناصح وإنما فوق إليه سهام الملامة من لم يفهم كلامه.

على أنَّه دست في كتبه مقالات يجل قدرها عنها وقد عرض من المتأخرين ولي الله الرباني سيدي عبد الوهاب الشعراني نفعنا الله تعالى ببركاته

<<  <  ج: ص:  >  >>