للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين التفسيرين فرق ولكنهما حول حقيقة واحدة يدندنان. وإنْ كان عند سيدنا في تحقيق هذا اللفظ غير هذا فعسى أنْ يفيدنا به.

فإذا تقرر سكناه بالمدينة أيام العمالة ثم بالشام أيام الخلافة فالأظهر أنْ طرد سعيد إياه كان أيام العمالة حيث كان ثاويا بالمدينة لقوله في الرواية: كان عمر بن عبد العزيز يخرج من الليل أراه في آخره وكان ظاهره في المثابرة ومظنتها الإقامة لولا أنَّ شيخ الحقيقة وإمام الطريقة القاضي أبا الوليد بن رشد قال: لم يهبه لمكانه من الخلافة لجزالته وقوته في الحق وقلة مبالاته باأئمة. فاقتضى كلامه أنَّ ذلك كان وهو خليفة لا وهو عامل. فإن صح ذلك فيحتمل أنْ يكون جاء ليزور المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في أيام خلافته وأقام فيها للعبادة. وربما يتعين هذا بأن النافلة في البيوت افضل لغير الغرباء والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

وقد ذكر قول ابن رشد هذا محبكم ما في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب أنَّه قال: جاء جدي حزن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: حزن. قال أنت سهل. فقال: ما كنت أغير اسما سماني به أبواي. قال سعيد: فما زالت الحزونة فينا بعد. انتهى.

ولصلابته في الحق وشدته على الدين امتحنه عبد الملك بن مروان وضربه بالسياط ألبسه المسوح وتبانا من الشعر ونهى عن الجلوس إليه. وذلك أيام استعماله هذا بن إسماعيل على المدينة وهو صاحب المد الشامي

<<  <  ج: ص:  >  >>