صاحب الخريدة الزمخشري وهو بخزانة جامع الأندلس. وفي اعتقاد محبكم أنَّ ابن طلحة هذا النحوي خلاف الفقيه صاحب المدخل وأنَّ حظه من مسألة الاستثناء اللسان دون الفقه. فإن صح عند سيدنا أنَّه هو فليفدنا به متطولا مأجورا مشكورا.
قال أحمد المقري وفقه الله: وجدت على طرة هذا المحل بخط سيدي أحمد الوانشريشي رحمه الله ما نصه:
قلت: بل هو هو وهو عبد الله بن طلحة بن محمّد عبد الله اليابري نزل إشبيلية أبو بكر وأبو محمّد الأول أشهرهما. روى عن جماعة من الأعلام نزل مكة شرفها الله وكان من أهل المعرفة بالفقه وأصوله ماهرا في النحو حافظا للتفسير قائما عليه ذاكرا للقصص المتعلقة به وذلك الغالب عليه وحلق به للعامة تنثال على مجلسه. وله مصنفات منها في التفسير كتاب كبير ومنها في الفقه وأصوله وشرح صدر رسالة الشيخ أبي محمّد ومنها رد على ابن حزم ومنها كتاب في الفقه على مذهب مالك سماه سيف الإسلام ومنها كتاب سمها المدخل إلى هذا المتاب واستوطن مصر وقتا ثم رحل إلى مكة فجاور فيها إلى أنْ توفي بها رحمه الله. وكان حيا سنة ست عشرة وخمس مائة وكانت له معرفة تامة بكتاب سيبويه وبسببه ارتحل إليه الزمخشري من خوارزم لقراءته عليه. انتهى.
من كتاب الذيل والتكملة لابن عبد الملك.
وذكر الشيخ أبو حيان في باب القسم أنَّ الزمخشري رحل من خوارزم إلى مكة قبل العشرين والخمس مائة لقراءة كتاب سيبويه على رجل من أصحابنا وما أهل الأندلس يعرف بابي بكر بن طلحة اليابري وكان مجاورا بها عالما