الباقلاني سوطا فرمى به يعرض بابن المؤدب والحكاية ظريفة ذكرها صاحب بغية الراغب في ترجمة أبي عبد الله البغدادي.
قال أحمد المقري وفقه الله: وجدت بخط الوانشريشي بطرة هذا المحل ما نصه: أبو عبد الله هذا هو أبو بكر بن مجاهد والله أعلم. انتهى.
ولنرجع إلى كرم ابن غازي: قال رحمه الله ما نصه: قال قال فنا خسرو يوما لوزرائه: هؤلاء المثبنة أما لهم ناصر؟ فقال له القاضي قاضي الجماعة بشر بن الحسين: ليس لهم ناصر وإنما هم قوم رعاع أتباع حشوية لا يعرفون النظر وإنما هم أصحاب روايات وأخبار والمعتزلة هم فرسان المناظر والجدل. فقال فنا خسرو: محال أنْ يكون مذهب قد طبق الأرض وليس له ناصر. فقال له بشر بن الحسين: سمعت أنَّ رجلين بالبصرة أحدهما شيخ والآخر شاب فأما الشيخ فهو أبو بكر محمّد بن مجاهد وأما الشاب فهو أبو بكر بن الطيب. فأرسل إليهما الأمير فنا خسرو وخمسة آلاف درهم فضة طيبة. فقال أبو بكر بن مجاهد هؤلاء قوم ظلمة فسقة لا يحل لي أنْ أطأ بسطهم وليس غرضهم منا إلاّ أنْ يقال إنَّ مجلسه مشتمل على أصحاب المحابر ولو كان ذلك الله تعالى لكانت أموره جارية على السداد وأنا لأحضر عند قوم هذه الصفة. قال أبو بكر بن الطيب فقلت له هكذا قال عبد الله ابن كلاب والحارث بن أسد المحاسبي: إنَّ المأمون ظالم فسق ولا نحضر مجالسه حتى سيق أحمد بن حنبل إلى طرسوس ولمّا مات المأمون ضربه المعتصم