للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعت السيئ الاعتقاد الغبي الفهم والانتقاد الكافر الملحد النافر لمن يعظم الله ويوحد الذي ما نطق متشرعا ورمق متورعا ولا أقر بباريه ولا قر عن جريه في ميدان الغي وتباريه بدعى مدحه ويقول: أنَّه إليه بعث نفحها وإنَّه الذي افتض عذرتها وقطف زهرتها. وحاشا لقائلها أنْ يمدح المذموم وينضح بكوثرها نفح سموم أو يشرف بها وضيعا ويرضع ثديها من غذا للؤم رضيعا وهي:

أما إنَّه لولا الدموع الموامع ... لمّا بان مني ما تجن الأضالع

وكم هتكت ستر الهوى أعين ألمها ... وهاجت لي الشوق الديار اللاقع

خليلي مالي كلما لاح بارق ... تضلى الحشا وارفض مني المدامع

هل الأفق في جبيني بالبرق لامع ... أم المزن في جفني بالودق هامع

ففي القلب من نار الشجون مصايف ... وفي الخد من ماء الشئون مرابع

وما هاج هذا الشوق إلاّ مهفهف ... هو البدر أو بدر الدجى منه طالع

إذا غاب يوما فالقلوب مغارب ... وإنْ لاح يوما فالجيوب مطالع

يضرج خديه الحياء كأنما ... بخديه من فتك الجفن وقائع

رماني عن قوس المحاجر لحظه ... بسهم غدا من مهجتي وهو وادع

وما زلت من ألأحاظه متوقيا ... ولكنه ما حم لا بد واقع

يرق فتور اللحظ منه كأنه ... إلى قلبه من قسوة الهجر شافع

كما رق بالآداب طبع محمّد ... فحاكت لمى الأحباب منه الطبائع

رخيم حواشي الطرف حلو كأنه ... سجايا أيام السرور الرواجع

<<  <  ج: ص:  >  >>