للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا بكر استوفيت زهر محاسن ... تنافسها زهر النجوم الطوالع

قدحت زنادا من ذكائك لم يزل ... ينير فتعشى البارقات اللوامع

وما ذلك عن نيل لذيك رجوته ... فيصدق ظن أو يكذب طامع

ولا أنا ممن يرتضي الشعر خطه ... فتجذبه نحو الملوك المطالع

ولكن قلبا بين جنبي قد غدا ... يجاذبني فيك الهوى وينازع

طوى لك من محض الوداد كمائنا ... تبدت لها فوق اللسان طلائع

أنَّ أزعم في نظم البديع ولم يزل ... لك السبق فيه والورى لك تابع

وأي مقال لي وقولك سائر ... وأي بديع لي ومنك البدائع

وقال يتغزل وتصرف فيه غيلات مي ووصف كل حواء وحي وذكر العشق وارتاد الإبداع حتى عدا به مصره فأجاد معانيه وأشاد مبانيه:

تأوبه من همه ما تأوبا ... فبات على جمر الأسى متقلبا

مرت مزن عينيه غداة تحملوا ... عواصف ريح الشوق حتى تصببا

دموع هتكن الستر عن مضمر الجوى ... وأبدين من سر الهوى ما تغيبا

حليلي مالي كلما لا بارق ... تذكرت برقا بالعقيق وزينبا

أؤنس بالنائين نوما مشردا ... وأطمع بالثاوين قلبا معذبا

ومن لي برد الخل إذ جدت النوى ... به وبوصل الحبل أنْ يتقضبا

أفي كل حين أمترى غرب مقلة ... أبى الوجد إلاّ أنْ تجود فتغربا

<<  <  ج: ص:  >  >>