وقال يمدح الظافر عبد الرحمن بن عبيد الله بن ذي النون وهو مدح طايق الممدوح ووصف شاكله كالروض والغمام السفوح فنظم الدر بأبهى جيد ولد الفخر أعلى مجيد ووضع العلق في يدي مميزه وأجرى الجواد في ميدان مجوزه لم يحمل إلى غير موضع نفاق ولا شام به مخيله ذات إخفاق فإنه كان أندى من الغيث وأمضى من الليث وأذكى من الجسام وأبهى من البدر ليلة التمام حتى خاض هولا لم يسر فيه إلى صبح وسلك شعبا لم ينش منه بريح فصافح المنايا وطلع له غير معهود الثنايا والشعر قوله:
لعلكم بعد التجنب والهجر ... تديلون من بعد وتشفون من ضر
فإن الذي غادرتم بين أضلعي ... يزيد مر الزمان ويسترشي
ولم تنبكم عني النوى غير أنكم ... رحلتم من اللجفن القريح إلى الفكر
ومن عجب أني أسائل عنكم ... ومنزلكم بين الجوانح والصدر